Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
في ظل تسارع وتيرة الحياة الحديثة، وتزايد الاعتماد على الشاشات في أداء المهام اليومية، بدأ نوع جديد من التعب يفرض نفسه بهدوء على الأفراد دون أن يلتفتوا إلى خطورته. إنه الإرهاق الرقمي، ذاك الشعور الغامض بالإجهاد الذهني والجسدي الناتج عن الانغماس الطويل في العوالم الرقمية، سواء من خلال الهاتف المحمول، أو الحاسوب، أو حتى الأجهزة الذكية الأخرى.
لم يعد هذا النوع من الإرهاق مجرد نتيجة جانبية لاستخدام التكنولوجيا، بل أصبح ظاهرة مقلقة تتغلغل في الروتين اليومي وتؤثر على جودة الحياة بشكل مباشر. ووفقًا لما نشره موقع صوت الخليج، فإن الكثيرين حول العالم يعانون من هذا النوع من الإرهاق دون أن يدركوا أن مصدر معاناتهم يعود إلى الاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية وتداخل المهام الشخصية والمهنية بفعلها.
مع الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا في مختلف مجالات الحياة، بدأ التوازن بين العمل والراحة يتلاشى تدريجيًا. في السابق، كانت هناك فواصل واضحة بين ساعات العمل وساعات الراحة، أما اليوم فقد أصبح العمل يلاحق الأفراد حتى في منازلهم عبر الإيميلات والرسائل الفورية، لتذوب معها تلك الحدود، وتبدأ مرحلة الاستنزاف الصامت.
هذا التداخل يؤثر على العقل قبل الجسد. حيث تشير الدراسات إلى أن الانشغال المستمر بالمحتوى الرقمي يؤدي إلى تراجع جودة النوم، وزيادة التوتر، وانخفاض مستوى التركيز، بل وحتى ضعف الروابط الاجتماعية. وبمرور الوقت، يتسلل هذا الإرهاق إلى نمط الحياة، فيفقد الفرد شغفه، ويشعر بثقلٍ دائم لا يعرف له سببًا واضحًا.
كما ورد بالمقال على موقع صوت الخليج بعنوان ” الإرهاق الرقمي – داء العصر الذي يهدد توازن الحياة اليومية” فإن الأعراض المرتبطة بالإرهاق الرقمي لا تظهر بشكل فجائي، بل تتشكل تدريجيًا. من أبرزها الشعور الدائم بالإرهاق رغم قلة الجهد البدني، والتشتت في الانتباه عند أداء المهام، وصعوبة الاستغراق في النوم. وقد يشكو البعض من آلام جسدية، مثل آلام الرقبة والظهر، إضافة إلى الصداع الناتج عن التحديق الطويل في الشاشات.
ولا يتوقف التأثير على الجوانب الجسدية فحسب، بل يمتد ليشمل الحالة النفسية كذلك. فمشاعر القلق والحزن غير المبررة، إلى جانب انخفاض الدافعية والشعور باللامبالاة، أصبحت علامات شائعة لدى كثير من الأفراد الذين يقضون معظم وقتهم متصلين بالإنترنت.
لا يعني إدراك المشكلة أنها قد حُلّت، بل يتطلب التعامل مع الإرهاق الرقمي تغييرات جذرية في نمط الحياة وأساليب استخدام التقنية. الخطوة الأولى نحو الوقاية تبدأ بإعادة تقييم الوقت الذي نقضيه يوميًا أمام الشاشات. يمكن مثلاً تخصيص أوقات خالية تمامًا من الأجهزة الإلكترونية خلال اليوم، ولو لمدة ساعة، وهو ما يساعد الدماغ على التقاط أنفاسه.
وتعد ممارسة “اليوم الرقمي الخالي” — يوم في الأسبوع يخلو من أي نشاط رقمي — إحدى المبادرات الفعالة التي أثبتت نجاحها في تقليل الإجهاد الذهني وتحسين التفاعل مع المحيط الواقعي. هذه المبادرة تعيد للإنسان تواصله الإنساني الطبيعي وتمنحه استراحة من الفوضى المعلوماتية.
قم بالتعرف على المزيد من النصائح والمعلومات القيمة من خلال زيارة قسم الصحة في موقع صوت الخليج, ستجد من خلال زياراتك العديد من المقالات والنصائح المفيدة والتي ستجعلك تنظر للامور بنظرة مختلفة. أما إن كنت من محبي عالم المال والاعمال فستتعرف على العديد من الاقسام منها الخدمات والأعمال وعقارات السعودية والتي ستفتح لك آفاقا عظيمة في عالم الاستثمار في العقارات.
إن كنت من متابعي أخبار المملكة العربية السعودية فإن موقع صوت الخليج هو وجهتك المثلي والتي ستمكنك من التعرف ومتابعة أحداث المملكة العربية السعودية بشكل مستمر ودائم.